من داوم على طرق الباب أوشك أن يلجه
آمنت دوما أن الدين للإنسان فالدين في أحد تعريفاته هو وضع إلهي لهداية الناس وإرشادهم لسبيل نجاتهم وسعادتهم في الدارين الدنيا قبل الآخرة فمن لم يكن سعيدا في الدنيا فهو في الآخرة عن السعادة أبعد وقد قال الله تعالى " ومن أعرض عن ذكري فإن له معي...شة ضنكا" ولم يقل عز وجل معيشة صعبة لأن حياة الكافر قد تكون ميسرة فيقطع ملايين الأميال في ساعات ويصل الفضاء ويغوص في أعماق البحار ولكنها لا تكون أبدا سعيدة وبهذا الإيمان بأن الدين للإنسان أفهم التوجيهات الدينية على أنها توجيهات علمية لإدارة حياة الإنسان أيضا فلا أفهم من الحكمة العطائية لا تشتغل بما كفيت أنها تعني لا تهتم بأمر الرزق الذي كفله الله تعالى لك وحسب بل افهم منها العديد من المبادئ الإدارية مثل التفويض
عندما عرفت د. ماندي فيسبندن اني أعد رسالة الماجستير اقترحت على الحصول على منحة دراسية فقلت لها حاولت لكن لم أصب نجاحا فقالت حاول مرة وثانية وثالثة وحتى الألف وتأكد من أنك ستوفق ذات مرة فالإنسان يخفق عندما يتوقف عن المحاولة فتذكرت هذه المقولة : من دوام على طرق الباب أوشك ان يلجه نعم سواء في السلوك إلى الله تعالى أو في حياتنا العادية فاحد عيوبي المزمنة عدم المثابرة على الهدف وأظن أن هذا أحد أسباب ضعف التفكير الاستراتيجي في امتنا فالاستراتيجية كما أفهمها هي فن تحديد الغايات النهائية وحشد الجهود لتحقيقها بكفاءة وفعالية فالاستراتيجية لا تقتضي وضوح الغاية والقدرة على بلورة سلسلة من ا لأهداف الفرعية المترابطة التي تصب في تحقيقها وحسب بل والمثابرة على تحقيق هذه الأهداف من خلال رؤية ارتباطها بالغاية التي يؤمن الفرد أو الجماعة بها
عدم المثابرة على الهدف هو أحد نقاط الضعف التي افتقدتها أغلب مشروعات النهضة بل وحتى جهود دول الاستبداد أذكر ان النظام الناصري لم يكمل إلا خطة خمسية يتيمة كما انها من نقاط الضعف التي يراهن عليها أعداؤنا لنتذكر كم الفورات الحماسية لمقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية وغيرها من الأفكار مثل صناع الحياة لكن أغلبها انتهى للاشئ أظن الصهاينة يقولون ماذا لو هدمنا الأقصى ؟ عدة مظاهرات تستمر لأيام في عدد من العواصم الإسلامية لا يهم ! العرب ينسون ! فهل نخيب ظنون أعدائنا !!!
<< Home