بصائر المعرفة

مدونة تهتم بقضايا العمران الإنساني تفضل بزيارة مدونتي الأخرى umranyat.blogspot.com

Tuesday, September 21, 2010

سؤال لا يخلق من كثرة الرد: لماذا أنا مؤمن

في عصور الانحطاط يشيع تأسيس الإيمان على الخوارق والكرامات وفي عصرنا لاحظت أن أكثر المجتمعات الإسلامية انحطاطاً التي يتقاتل فيها أصحاب المذاهب المنتسبة إلى الدين وتراق فيها الدماء من أجل إعفاء لحية أو تقصير ثوب هي التي يشيع فيها هذا البلاء و أغلبنا لا زال يذكر قصة اللوحة الملفقة لغابة أينعت أشجارها متخذة شكل كلمة التوحيد في ألمانيا وتذكر القصة أنه لما ذاع أمر هذه الأشجار قامت السلطات الألمانية"الحاقدة" تسوير الغابة ومنع الدخول إليها أو تصويرها واستمرت هذه الخرافة مشتهرة إلى أن كشف صاحب اللوحة الملفقة تزويرها وكنت أعجب هل يحتاج الناس لإثبات صدق إيمانهم لهذه الترهات وهم يشهدون معجزات الله تعالى في خلقه يوميا صباح مساء في بديع خلقه بل " وفي أنفسهم أفلا يبصرون" لكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

إن البشرية كلما ارتقت في معارج الإدراك والفكر والروح كانت أكثر إذعاناً لأدلة العقل لذلك كانت معجزة القرآن الكريم لا في نظمه البديع الذي تحدى به الله تعالى به الجن والإنس وحسب بل وما انطوى عليه من منهج حياة بديع لا يتصور قيام حياة حقة للإنسان أو سعادته إلا به ففيه منهج وسنن لو لم تكن دينا لوجبت أن تكون ديناً.

بهذا الفهم أصبحت مؤمناً واخترت "أن أسلم لرب العالمين" وألتزم باتباع النهج الذي ارتضاه تعالى لنا لتحقيق سعادتنا فالله تعالى خلقنا أثراً لفيض رحمته ومحبته وامتن علينا بإنزال الدين لنا متضمناً شريعة "مبناها وأساسها على الحِكَمِ ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها ومصالح كلها، وحكمة كلها، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة، وإن أدخلت فيها بالتأويل، فالشريعة عدل الله بين عباده، ورحمة بين خلقه وظله في أرضه، وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسوله أتم دلالة وأصدقها" كما قال ابن القيم رحمه الله.

فهي شريعة (أو بالمرادف اللغوي منهج ) إنسانية الغاية والمقصد فالله تعالى غني عن العالمين وما خطر لي مرة أن حكماً شرعيا يقسو علي إلا وجدت لدى التمحيص أنه في الحقيقة ليس حكماً شرعيا أو أنه مجتزأ من نظامه وسياقه وأن الشريعة نظام متكامل يستحيل فيه الظلم لكننا نحن الذين نجتزيء منها ما نلبسه أهواءنا وأمراضنا الاجتماعية ومهنا كان نداء سيد قطب رحمه الله خذوا الإسلام كله أو دعوه كله طبعا يقصد بالإسلام قبول كتأسيس نظامي للفرد والجماعة وإلا فكلنا خطاءون.

بهذا التصور الإيمان ليس دعوى ولا فكرة نظرية بل ابتلاء متجدد يواجه فيه الإنسان مسئوليته وأمانته بالاختيار بين سلوك طريق الباطل أو طريق الحق فيكون الاختيار شاهدا على حقيقة إيمانه وصدقه فالإيمان عمل متجدد وهو ما أوضحه نبينا الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام عندما أمرنا أن نجدد إيمانن بقول لا إله إلا الله باعتبار أن الإنسان السوي يصدق عمله قوله.

الهوى وغيره من أمراض النفوس والعقول هي التي تجعل المسلمين يتفبتون من أحكام شريعتهم برغم أن التزامها نعمة لا يقدرها إلا ذو فطرة سليمة وعقل ناضج تعرفت بالأزهر بشاب حديث عهد بالإسلام فسألته ماذا أعجبك في الإسلام؟ قال: قبل إسلامي لم يكن لي منهج حياة أفعل ما شئت كيف شئت أنى شئت لكن الإسلامي رسم لي المنهج في كل سكنة وحركة.

إيماني بديني وثيق الارتباط بإيماني بإنسانيتي فكما ورد في الحديث الصحيح "خلق الله آدم على صورته" وأبتسم أمام عبث الإلحاد الطفولي و لا تضايقنى شبهات المفترين بل اجد فيها تذكيرا بنعمة الله تعالى علي وأن أجدد إيماني بإقراري بنعمه تعالى وحمده على منته بأن هدانا للإيمان.


Sunday, September 19, 2010

موضوعية هيئة الإذاعة البريطانية

تقتح وعيي على سماع البي بي سي فكان سماع نشرة السادسة أحد التقاليد التي كانت تحافظ عليها أمي حفظها الله و أحسن ختامها وعندها أن الخبر لا يكون أكيدا إلا إذا سمعته من البي بي سي لكن تدريجيا استلفت انتباهي المفردات التي تستخدمها الإذاعة البريطانية وما تحمله من إيحاءات متحيزة وبدت كأن هناك شفرة للبي بي سي فبدأت التعود على هذه المفردات بدلالاتها الخاصة لي مثلا عندما تقول البي بي سي متطرفين إسلاميين أو متشددين إسلاميين أفهم انها تقصد الجماعات الإسلامية وعندما تقول لبرليون أفهم أن المقصود لا دينيين ثم ما لبثت أن لاحظت أن سماع البي بي سي يعيد تشكيل اهتمامات المستمع وطريقة تفكيره بطريقة كاذبة فهي تنتقي أخبارها وتبالغ في الاهتمام بأخبار وقضايا معينة فتقول نصف الحقيقة وقائل نصف الحقيقة يكذب ومع الطفرة التي شهدتها وسائل الإعلام وظهور البرامج الحوارية والبرامج التي تقوم على الحوار بين المستمعين وجدت أن الحوار يجري توجيهه في قضايا معينة اختيرات بعناية لتقول للعربي إنك متخلف ومجتمعك مجتمع جاهل والتخلف قدرك وأن عليك أن تخجل من تقاليدك وتفكيرك خاصة وأن من يتم اختيارهم للتعبير عن هذه التقاليد من المستمعين يظهرون بمظهر المتعصبين الذين يقولون كلاما لا معنى له أليس من الغريب أن تكون الأولية لدى الب بي سي لا الاستبداد و لا الأمية ولا استدامة القهر الأوربي الأمريكي للنظم الاستبدادية و لا فساد وإفساد المعونات و لا الاستغلال في المظام المالي العالمي بل التحرش الجنسي و العنف ضد المراة وديوانيات السيدات في الخليج (مع أهمية هذه القضايا لكني أرها أعراضا لمرض مستفحل )

أكتب هذه السطور بعد أن شاهدت فلما وثائقيا عن استشهاد المبحوح رأيت فيه مثالا نموذجيا على موضوعية وحياد البي بي سي فقد التقى الفلم أسرة المبحوح و أسرة الجندي الصهيوني القتيل وأجزاء من مقابلات مع المبحوح وكذا صورا للجندي الإسرائيلي القتيل لكن الفلم استخدم أسوأ اساليب اغتيال الشخصية التي يعرفها محللو الخطاب وهو نزع الإنسانية عن الشخص حيث يجري الكلام عنه لا كإنسان له قيمه وأهدافه واهتماماته ويمارس حياته الإنسانية بل كشئ بلا ملامح تسهل كراهيته ويصعب التعاطف معه فظهر المبحوح ملثما والكلام عنه فقط كجالب أسلحة لحماس وحتى عندما سئلت أسرته سئلت عمن يكون وراء مصرعه واختفى المبحوح الإنسان الذي عاش لرفع المعاناة والظلم لا عن أهله ووطنه ومقدساته وحسب بل كان في الخط الأول لمواجهة العدوان والقهر الذي يمارسه البغي الغربي على الإنسانية أما المرتزق الصهيوني فظهرت صوره وهو يمارس الرياضة كأنه شاب وديع كان في فلسطين للسياحة وكأنه لم يكن كلبا عقورا قتل في أحد نقاط الارتكاز لقتل المدنيين في لبنان فهذه موضوعية البي ي سي أضف لذلك إهمال الفلم لسياق الموضوع كله من شعب مشرد وحق منتهك ووطن سليب وكأن المسألة صراع بين منظمة حماس ودولة شرعية تحمي نفسها الحياد بين القاتل والمقتول هو أيضا نوع من القتل بأعصاب باردة وهذا هو حياد البي بي سي وهذه هي موضوعيتها.

بيان حقيقة النية وتوجيه حديث نية المؤمن خير من عمله

قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله في الإحياء طبعة المطبعة العثمانية المصرية بالقاهرة 1352 هجرية :

فالنية هي الإرادة وانبعاث النفس بحكم الرغبة والميل إلى ما هو موافق للغرض إما في الحال وإما في المآل فهي الصفة المتوسطة لحال القلب فكل عمل ...لا يتم إلا بثلاثة أمور: علم وإرادة وقدرة فالعلم يقدم العمل لأنه أصله وشرطه والعمل يتبعه وثمرته وفرعه والعمل [لا يتم ] إلا بالقدرة والقدرة تنتظر الداعية الباعثة والداعية تنتظر العلم والمعرفة أو [الظن والاعتقاد] والاعتقاد هو أن يقوى في نفسه كون الشئ موافق له [أي محقق للمقصد] فإذا جزمت المعرفة بأن الشئ موافق ولابد وأن يفعل وسلمت عن معارضة [صاد] أو باعث آخر صارف عنه وتحقق الميل فإذا انبعثت الإرادة [النية] انتهضت القدرة للعمل [بواسطة الأعضاء] سواء بالحركة أو السكون الاختياري فالقدرة خادة للإرادة تابعة لحكم الاعتقاد والمعرفة

فالأعمال بالنيات لأنها تابعة لا حكم لها في نفسها وإنما الحكم للمتبوع أ.هـ النقل عن الغزالي

وبالتعريف السابق يستبعد حديث النفس بان المرء سيفعل كذا وكذا لله تعالى فهذا انتقال من خاطر إلى خاطر والنية بمعزل عنة ذلك كله إنما المقصود بالنية انبعاث النفس إلى الفعل إجابة للغرض الباعث الموافق لما في النفس من أحوالها وفي كلام الغزالي رؤية معرفية ثاقبة عن طبيعة المعرفة وطرق اكتسابها فالحمد لله تعالى الممتن علينا بالهداية إلى معرفته ةاستخلفنا لعمارة كونه فــ" علم آدم الأسماء كلها" وجعله " في الأرض خليفة"

أما حديث نية المؤمن خير من عمله فقد رواه البيهقي وهو ضعيف لكن البعض يرى أن تعدد طرقه تقويه ولكن قد قوى معناه شيخ الإسلام في فتاويه من خمسة أوجه:

منها " أن الرجل لو نوى الخير ولم يعمل تكتب له حسنة ولو عمل ولم ينوي لم يكتب له شيء ".

وقال ابن الملقن في شرح العمدة في معناه تسع تاويلات: منها ان نيته خير من خيرات عمله. ومنها أن النية المجردة عن العمل خير من العمل المجرد عنها وقيل إنما كانت نية المؤمن خيرا من عمله لأن مكانها مكان المعرفة أعني قلب المؤمن قال سهل ما خلق الله مكانا أعز وأشرف عنده من قلب عبده المؤمن وما أعطى كرامة للخلق أعز عنده من معرفة الحق فجعل الأعز في الأعز فما نشأ من أعز الأمكنة يكون أعز مما نشأ من غيره قال سهل فتعس عبد أشغل المكان الذي هو أعز الأمكنة عنده تعالى بغيره سبحانه،( وفي) أنا عند المنكسرة قلوبهم المندرسة قبورهم وما وسعني ارض ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن إشعار بذلك ولأنها تفنى بخلاف العمل، ولذا قيل الخلود في الجنة والنار جزاء للنية ولأنها تسلم عن الرياء بخلاف العمل. ""اهـ .

الحرية والإبداع: معنى الحياة

كثيرا ما اهتم بتكوين فكرة عن طبيعة الباحث الذي أقرا بحثه ما اهتماماته؟ ما دوافعه للكتابة؟ ماذا يريد ان يقول ؟ ما خلفيته الفكرية والاجتماعية فأفرأ مقدمته بعناية وسيرته الذاتية بل وحتى إهداءه !! وأحيانا يدهشني الخط الذي يختطه الباحث في لمس...يرته البحثية فأحس اني امام إنسان يحمل رؤية للحياة او فكرا يريد ممارسته واقعا حيا فلن انسى أبدا ذلك الباحث صاحب أطروحة pragmatics of power using الذي أحسست وأنا أقرا أطروحته أنني أمام مؤسسة بحثية محددة الأهداف وواضحة الرؤية فالأطروحة جزء من مشروعه البحثي المكون من اربعة أقسام انجز منها اثنين ضمن رؤية متكاملة لمشروعه الفكري وأيضا باحث أخر كان تخصصه الأصلي علم الغابات ثم تحول لدراسة السياسة وتحديدا الأيديولوجية التنموية عندما اكتشف سذاجة نظرته - وهو فلبيني الأصل- أن المشكلة ليست في تخلف الثقافة الفلبينية و لا في العادات السيئة للشعب الفلبيني التي يمكن تغييرها بشئ من الجهد مع استيراد التكنولوجيا فتتحقق التنمية وتلحق الفلبين بركب التقدم !! هؤلاء ناس يعنون ما يقولون ويبحثون لخدمة أمتهم ويسعون لتحقيق إنسانيتهم فيبدعون لكن ذلك ما كان ليصبح ممكنا دون أجواء الحرية التي ترفع الإنسان من وهدة الاستكفاء بالسعي الغريزي للبقاء على قيد الحياة إلى البحث عن معنى الحياة ومن ثم تتضح جناية الاستبداد على الإنسانية فهي حلقة مفرغة من وأد الاستبداد إنسانية الإنسان الذي يسهم وقتها بدوره في تكريس علاقات الاستبداد فهل يمكن التحليق وتجاوز هذه الدائرة ؟ اتذكر صرخة يوسف إدريس: أهمية ان نتثقف يا ناس ! بالمعنى الحقيقي للثقافة.

من داوم على طرق الباب أوشك أن يلجه

آمنت دوما أن الدين للإنسان فالدين في أحد تعريفاته هو وضع إلهي لهداية الناس وإرشادهم لسبيل نجاتهم وسعادتهم في الدارين الدنيا قبل الآخرة فمن لم يكن سعيدا في الدنيا فهو في الآخرة عن السعادة أبعد وقد قال الله تعالى " ومن أعرض عن ذكري فإن له معي...شة ضنكا" ولم يقل عز وجل معيشة صعبة لأن حياة الكافر قد تكون ميسرة فيقطع ملايين الأميال في ساعات ويصل الفضاء ويغوص في أعماق البحار ولكنها لا تكون أبدا سعيدة وبهذا الإيمان بأن الدين للإنسان أفهم التوجيهات الدينية على أنها توجيهات علمية لإدارة حياة الإنسان أيضا فلا أفهم من الحكمة العطائية لا تشتغل بما كفيت أنها تعني لا تهتم بأمر الرزق الذي كفله الله تعالى لك وحسب بل افهم منها العديد من المبادئ الإدارية مثل التفويض

عندما عرفت د. ماندي فيسبندن اني أعد رسالة الماجستير اقترحت على الحصول على منحة دراسية فقلت لها حاولت لكن لم أصب نجاحا فقالت حاول مرة وثانية وثالثة وحتى الألف وتأكد من أنك ستوفق ذات مرة فالإنسان يخفق عندما يتوقف عن المحاولة فتذكرت هذه المقولة : من دوام على طرق الباب أوشك ان يلجه نعم سواء في السلوك إلى الله تعالى أو في حياتنا العادية فاحد عيوبي المزمنة عدم المثابرة على الهدف وأظن أن هذا أحد أسباب ضعف التفكير الاستراتيجي في امتنا فالاستراتيجية كما أفهمها هي فن تحديد الغايات النهائية وحشد الجهود لتحقيقها بكفاءة وفعالية فالاستراتيجية لا تقتضي وضوح الغاية والقدرة على بلورة سلسلة من ا لأهداف الفرعية المترابطة التي تصب في تحقيقها وحسب بل والمثابرة على تحقيق هذه الأهداف من خلال رؤية ارتباطها بالغاية التي يؤمن الفرد أو الجماعة بها

عدم المثابرة على الهدف هو أحد نقاط الضعف التي افتقدتها أغلب مشروعات النهضة بل وحتى جهود دول الاستبداد أذكر ان النظام الناصري لم يكمل إلا خطة خمسية يتيمة كما انها من نقاط الضعف التي يراهن عليها أعداؤنا لنتذكر كم الفورات الحماسية لمقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية وغيرها من الأفكار مثل صناع الحياة لكن أغلبها انتهى للاشئ أظن الصهاينة يقولون ماذا لو هدمنا الأقصى ؟ عدة مظاهرات تستمر لأيام في عدد من العواصم الإسلامية لا يهم ! العرب ينسون ! فهل نخيب ظنون أعدائنا !!!

Wednesday, July 28, 2010

بين النار والنور

  • قضيت حوالي ساعتين أمس وأنا أحاول توفيق صرف للحوض مما تبقى عندي من مواسير لكنها لم تف بالمهمة فركبت صرفا جديدا فأنا أحاول قدر اإمكان أن أقوم بإصلاحات البيت بنفسي لا لمجرد التوفير وحسب (الطبع المنوفي يحكم) بل لأني أجد في العمل اليدوي راحة لل...ذهن والنفس كما أنه يتطلب ممارسة عملية لأسلوب حل المشكلات و ونوع من الممارسة العلمية فكما علمنا أجدادنا فإن العلم هو بالأساس ممارسة علمية وضرورة فهم "اقتضاء العلم العمل" كما سمى الخطيب البغدادي كتابه الذي جاء فيه أن أبا الدرداء رضي الله عنه قال " لاتكون عالما حتى تكون متعلما، و لاتكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا" وأذكر ان صديقا يمنيا كان يتندر فيقول أول ما تعلمناه من أستاذ مادة التنظيم هو عدم التنظيم ! فما يلفت النظر حقيقة هو أن الكثيرين من الباحثين والأكاديميين بعيد عن تطبيق المنهج العلمي حتى في أبسط شئون حياته حتى لترى حياته تمضي - كما استنكر سيدنا عمر - تمضي سبهللا بل إنه لايجيد عمل شئ ولو كان ربط صنبور والغريب أن أكثر هؤلاء ممن ابتلوا بالفصام فأغلب هذا الصنف من المتيمين بالغرب ومن أنصار نزعة تقديس العلم بفهمه على النحو الذي تطور في الغرب وهي النزعة التي يسميها البعض العلموية فيخرجون العلم من نطاق عمله لجعله عقيدة قادرة على الإجابة على كل الأسئلة فكأنهم يريدون بنا العودة لعصر التنوير الأوروبي ونزعة العقلانية التي سادت أيامها حيث أصبح للعقل سمات الكلية والثبات والآلية نتيجة لسيادة رؤية الفيزياء الكلاسيكية التي وطدت هذا الفهم وكانت في الوقت نفسه تعبيرا جليا عنه.
  • الغريب أننا بعد عقود طويلة من جهود الاستقلال الحضاري لا زال أحدهم يكتب أن العلم لا يوجد إلا في جامعات الغرب وأن العقل غريب في بلادنا وما هذا إلا للجهل المطبق بطبيعة العلم وحدوده ومقاصده هذا الجهل الذي جعلني أنصرف عن الالتحاق بقسم الاقتصاد مؤثرا قسم العلوم السياسية ففي أولى محاضرات علم الاقتصاد ذكرت أستاذة المادة أن هدف هذا العلم التفسير السببي للظواهر! ولما علقت بانتقاد فكرة علاقات السببية وهو نقد قديم من أيام ديفيد هيوم فضلا عن الغزالي نظرت إلي هذه الأستاذة وقالت بسخرية ربما لا أكون من الذكاء بحيث أفهم كلامك! فصممت على ألا ألتحق بهذا القسم الذي يقدس أساتذته الأفكار كأنها قرآن نزل من السماء حتى القرآن تتفاوت حظوظ الأفهام في تفسيره والنهل من بحار معانيه وهو كتاب الله تعالى لكنه نزل للبشر بلغتهم و بمألوف ألفاظهم و تعبيراتهم وصورهم.
  • ذلك برغم أن العلم كلما نضج أدرك الباحثون فيه حدود ما ياملون ونطاق ما يعملون فيزدادون تواضعا فيسعون لمجرد تفسير ارتباطي احتمالي في حدود وبشروط معينة ربما كانت المشكلة في طبيعة العلم كمنتج اجتماعي ورؤية العلم باعتباره أداة للسيطرة على الطبيعة ثم لاحقا على الإنسان والتي تعبر عنها المقولة المشهورة المعرفة قوة نعم قوة لكن بأي معنى
  • 2- في بداية دراستي للاقتصاد كانوا يلقنوننا أن اهم مفترضات علم الاقتصاد أن الإنسان عاقل ورشيد بمعنى أنه يحسب المكاسب والخسائر ليتخذ قراره الذي يعظم المنفعة وكنت أعجب لهذا المفترض الغريب الذي وفقه لا تكون الصدقة سلوكا رشيدا ولو كانت في اعتقادي س...ببا لدخولي الجنة إلى أن وجدت تفسيرا لهذا المفترض في تاريخ علم الاجتماع ورائده العبقري ماكس فيبر الذي مر قبل وصوله لذروة إبداعه بـ"مرض" عقلي أحسب أنه لم يكن قد تكيف بعد مع امراض الغرب فماكس فيبر ربما يكون من أوائل من فكروا في تناقضات الفكر الغربي وحل مشكلات العلمانية أو الدنيوية وما يرتبط بها من فصام فرأى أن الحياة الاجتماعية تنقسم إلى مجالات متمايزة كل منها يحكمه منطقه الخاص فالاقتصاد يحكمه منطق الربح والسياسة القوة الخ و لا يصح الحكم على أي مجال بغير منطقه الخاص أو تعدية منطق مجال معين إلى غيره وهو تقسيم له نفس منطق العلوم الاجتماعية التي جزات وفصصت الإنسان وتنازعته مادة وموضوعا لها، للسيطرة عليه تاليا كما سيطر الغرب بالعلوم الطبيعية على الطبيعة (كما ظنوا) ولما كان العلم في هذه المرحلة يتمتع بجماية الدولة القومية الناشئة في مواجهة التفسيرات المنحرفة للدين وكانت الدولة القومية في حاجة لدين مادي يدعم مقولاتها "الوثنية" فإنها وجدت في العلم - مع اطراد إنجازاته الباهرة- ضالتها فأصبح العلم كما يقرر كارل فييرآبند دينا للدولة بكل ما يحمله الدين من خصائص ففيه تفسيروما لم بنجح في تفسيره العلم اليوم سينجح في تفسيره غدا كل شيء وأسدل على العلم سمات القداسة بدعوى أنه طريق الحقيقة الوحيد الذي يتسم بالمنهج الصائب والقدرة على التصحيح الذاتي والتطور المستمر في خط صاعد
  • والعلم الاجتماعي وفق هذا التصور هو بالأساس علم للهندسة الاجتماعية فحتى الثقافة وهي أخص خصائص الإنسان كماهية مخصوصة عن بقية الموجودات لابد من "التدخل" لتغييرها وفق أهداف هذه الهندسة.
  • هذه الرؤى ارتبطت بتحول مفهوم المعرفة من ارتباطه بالكلمة أو اللوجوس إلى الحساب Ratio تحول يتمايز وينتسب في أن واحد للتصور اليوناني للمعرفة عن باعتبارها نارا مسروقة من الآلهة التي تحجبها عن البشر لئلا ينازعونها مكانتها فالبشر قد قد يرتقون بقوتهم إلى مصاف الآلهة أو ينزل الإله من عليائه بعد أن فتنته فتاة ويتحول بشرا أو حيوانا كما في الأساطير اليونانية فهناك تعددية وجودية يقابلها تضارب معرفي في حين أن عقيدة التوحيد تقرر واحدية وجودية حاكمة للتصورات المعرفية وما ينبثق عنها من رؤى وممارسات أخلاقية فالمعرفة قبس من نور الله تعالى "سبحانك لا علم لانا إلا ما علمتنا" " وعلم آدم الأسماء كلها" وهي من فيض مشكاة العليم سبحانه وتعالى فهو جل جلاله الحق فكيف طور المسلمون معارفهم وعلومهم التي دارت وضعا وتطويرا وعملا حول الكتاب الكريم ؟

Friday, July 23, 2010

محددات التمثيل السياسي للمرأة في الأحزاب السياسية

محددات التمثيل السياسي للمرأة في الأحزاب السياسية
مقارنة بين حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي

Wednesday, July 07, 2010

!سوف أظل يساريا ....سوف أظل مسلما

Tuesday, April 13, 2010

المجتمع المدني واستعادة الفعالية للمجتمع

المقاضاة والمصالحة: مداخل متنافسة أم متكاملة للعدالة الانتقالية المزيد

Tuesday, March 02, 2010

Call to arms Discourse : Analytics of power and ideology